المراهقة هي مرحلة تستمر عند البنات في سن ما بين 10 سنوات و 18 سنة، وتستمر لدى الأولاد في سن ما بين 11 و 19 سنة حيث يتعرضون لتغيرات جسدية وفسيولوجية ونفسية وسلوكية. تعتبر هذه المرحلة من أكثر المراحل التي يحصل فيها النمو، الجسدي والعقلي. لذلك، لابد من الاهتمام بالتغذية في هذه المرحلة، من حيث النوعية والكمية، لتلافي حصول خلل في عملية النمو هذه. في هذه المرحلة تزداد الحاجات الغذائية لدى لمراهقين، إذ نراهم يحتاجون إلى كمية أكبر من الطعام المتوازن لدعم وتعزيز نموهم، وخاصة الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن، مثل الكالسيوم، الحديد، الزنك، الفيتامينات أ، د، ب6، ج (A; B6; C; D)، إضافة إلى حمض الفوليك.
في هذه المرحلة يهتم المراهق بشكله الخارجي ويحاول اتباع عادات غذائية معينة حتى يصل إلى الوزن المثالي الذي ليس هو الوزن المناسب له، بالضرورة. وغالبا ما تكون الأساليب المتبعة لإنقاص الوزن أساليب خاطئة مؤذية للجسم، لأنها ليست وفق النصائح الطبية أو إرشادات أخصائي التغذية مما يسبب مشاكل صحية كثيرة. فمثلا، يحرم المراهق نفسه من عدة وجبات في اليوم أو من أطعمة معينة. وهذه العادات الخاطئة قد تسبب سوء التغذية عند المراهقين.
ومع حلول شهر رمضان الكريم، يحاول الكثير من المراهقين الاستفادة من الصوم بطريقة أو بأخرى من أجل خسارة بعض الوزن. ولا شك في أن صوم شهر رمضان بشكل غير صحيح له تأثير سلبي على المراهق ونموه. ومن هذه الأخطار:
السمنة بسبب الإكثار من تناول الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية، مثل الوجبات السريعة والحلويات والمشروبات الغازية وعدم ممارسة الرياضة. النحافة بسبب عدم تناول الاحتياجات الغذائية الضرورية للنمو في هذه المرحلة. أنيميا- نقص في الحديد بسبب قلة تناول الأغذية الغنية بالحديد واتباع عادات غذائية سلبية، مثل شرب المشروبات التي تحتوى على مادة الكافايين مثل الشاي، القهوة، البيبسي، الكوكاكولا، بالإضافة إلى الشوكولاتة، بعد الأكل. هشاشة العظام نتيجة الإكثار من تناول المشروبات الغازية والشاي والقهوة والنقص في تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم، مثل الألبان ومنتجاتها، وعدم ممارسة الرياضة. زيادة نسبة الكولسترول في الدم بسبب الإكثار من تناول الأطعمة الغنية بالدهون. تسوس الأسنان نتيجة الإكثار من تناول الحلويات، وخاصة بين الوجبات وعدم الاهتمام بتنظيفها. الاضطرابات النفسية التي تؤدي إلى الامتناع عن الطعام أو تناوله بشراهة خوفاً من النحافة أو السمنة. ضعف مناعة الجسم نتيجة لنقص الفيتامينات. تأخر ظهور علامات البلوغ.
لذلك، ينصح المراهق بإتباع نصائح غذائية سليمة خلال صوم شهر رمضان الكريم: التقليل قدر المستطاع من- الوجبات السريعة: الوجبات السريعة، مثل الهامبورغر، البيتزا، الفلافل، البطاطا المقلية والشاورما - لأنها تحتوي على كميات كبيرة من الدهون والملح بينما تحتوي في المقابل على كميات قليلة من الخضروات. المشروبات الغازية والعصائر ومشروبات الطاقة تشكل المشروبات الغازية خطرا على عظام المراهقين بسبب احتوائها على كمية كبير من الفوسفور، التي تؤثر سلبا على امتصاص الكالسيوم في الجسم. كما ان المشروبات الغازية ترفع بشكل ملحوظ من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني فهي تحتوي على كمية عالية من السكر. أما العصائر، فهي خالية من الألياف الغذائية وتحتوي على كمية عالية من سكر الفركتوز، مما يؤدي إلى زيادة في الوزن.
أما بالنسبة لمشروبات الطاقة، التي أصبحت واسعة الانتشار في الآونة الأخيرة بين المراهقين الذين يعتقدون، خطأ، بأنها تزيد التركيز، وخاصة في فترة الامتحانات، فهي مضرة جدا بالنسبة للعظام وتزيد من ظاهرة السمنة عند المراهقين.
تناول الطعام أمام شاشات التلفاز والحاسوب: هذه العادة الغذائية المنتشرة في بيوتنا، وخاصة خلال شهر رمضان والأعياد، هي احد أسباب السمنة عند الأطفال والمراهقين، إذ تؤدي إلى تناول الطعام بدون حساب، لا للكمية ولا للنوعية. وغالبا ما تكون الأطعمة التي يتناولها المراهق أمام التلفاز او الحاسوب من المسليات والحلويات الغنية بالسعرات الحرارية والسكر.
ينصح بالمواظبة على تناول وجبة السحور تعتبر وجبة السحور خلال شهر رمضان وجبة رئيسية هامة للمراهقين لها دور كبير في تنظيم الوجبات الغذائية التي يستهلكها المراهق فيما بعد وتساعده في التركيز خلال اليوم. من المهم أن تحتوي هذه الوجبة على نوع واحد من البروتين، مثل أجبان 5% دسم أو بيضة مع الخبز المصنوع من طحين قمح كامل، القليل من الدهون الصحية مثل زيت الزيتون أو الزيتون أو الأفوكادو أو الطحينة والكثير من الخضروات.
أما المراهقون الذين هم غير معتادين على تناولها، فيمكنهم تناول الحليب مع الشوفان أو حبوب الصباح ونوع من الفواكه، إذ أن تحضير / تناول مثل هذه الوجبة لا يستغرق أكثر من عدة دقائق وخفيفة على المعدة.
التنويع بالأغذية اليومية من مختلف الفئات الغذائية من المهم أن تكون تغذية المراهق متنوعة وأن تشمل جميع المجموعات الغذائية، وخاصة خلال شهر رمضان. ولذلك، ينصح أن تكون وجبة الفطور متوازنة وأن تحتوي على:
مجموعة الخضروات، مثل: شوربة خضروات أو كأس من سلطة الخضار مع القليل من الزيت او خضروات مطبوخة. مجموعة النشويات، مثل: أرز أو فريكة أو معكرونة أو برغل أو بطاطا. مجموعة البروتين، مثل الدجاج أو الحبش أو العجل أو السمك أو البقوليات المطبوخة.
يعتبر شهر رمضان المبارك مناسبة جيدة لتبني نظام حياة صحي جديد، وخاصة للمراهقين.
No comments:
Post a Comment